
أنا أملك سيّارة ترانزيت من نوع فولكسڤاجن أستخدمها لتوزيع المنتجات التجميليّة في بلدات منطقة الخليل وبيت لحم ونحالين.
في قرابة السّاعة 16:30 من يوم السبت الموافق 13.8.2016، أنهيتُ عملي في نحالين وسافرت في الشارع الخارج من نحالين صوب ﭼوش عتصيون متوجّهًا إلى البيت (شارع 3676). في أثناء سيري، وفيما أنا سائر صعودًا، رأيتُ في الحُرج على الجانب الأيمن من الشارع 3-4 مستوطنين ينحنون من وراء الأشجار. عندما اقتربتُ منهم وقفوا فجأةً وألقوا الحجارة على السيّارة. كان المستوطنون ملثّمين، وأنا كنت أقود السيّارة وأركّز نظري على الشارع. نجحتُ في رؤية مستوطن واحد يلقي حجرًا. هذا المستوطن نفسه كان يرتدي بلوزة بيضاء وكانت عصابة وجهه بلون زيتيّ أو أسود. كان المستوطنون الذين ألقوْا الحجارة يقفون على مسافة نحو عشرة أمتار من السيّارة. وأنا أعتقد أنّ مُلقي الحجارة كانوا في كمين بين الأشجار وكانوا ينتظرون وصول السيّارة إليهم، واختاروا سيّارتي لأنّها كبيرة وثقيلة في المقاطع الصاعدة، وكانت تسير ببطء نسبيًّا. وعلى طول الشّارع يوجد في الجهة اليمنى سياج حديديّ، ولذلك لم ينزل المستوطنون إلى الشارع. أنا أقدّر أنّ أعمارهم راوحت بين 17-20 عامًا، ولم أستطع رؤيتهم بدقّة. كانوا ملثّمين وأنا كنت أقود السيّارة.
أدّى إلقاء الحجارة إلى إصابة الزجاج الأماميّ بحجرين ما تسبّب بكسره. وأنا أُصبتُ في وجهي ويديّ من شظايا تطايرت، ونزل الدم من وجهي ويديّ. وأدّت إصابة الزجاج الأماميّ إلى فقداني لخمسين بالمئة من نطاق الرؤية. ورغم ذلك واصلتُ السير وواصل المستوطنون إلقاء الحجارة. وقد أصابت ثلاثة أحجار الجانب الأيمن للسيّارة. ثم واصلوا إلقاء الحجارة على السيّارة حتى بعد ابتعادي عن الموقع. وفي أثناء سيري أطلقت الزامور للسيارات التي أتت من الجهة المقابلة من أجل تحذيرهم من كمين المستوطنين.
واصلتُ السير حتى بيت أُمّر. وهناك توقفتُ بجانب قوّات الشرطة وحرس الحدود التي كانت موجودة في الموقع. رويتُ للشرطيّين ما حدث، وسألوني عمّا إذا كنتُ أرغب بسيارة إسعاف. قلتُ لهم إنّني لا أريد ذلك. سألني الشرطيّون عمّا إذا كنتُ أرغب بأن يتّصلوا ببتسيلم. قال لي الشرطيّ إنّه اتصل ببتسيلم وأخبرهم بما حدث. وقال لي الشرطيّ إنّني لو رغبتُ بتقديم شكوى الآن في ﭼوش عتصيون فإنّ هذا صعب وعلي القدوم صباح الغد، ولكنّني لو كنتُ مستعجلًا على تقديم الشكوى فإنّ عليّ التوجّه إلى محطّة الخليل. قرّرتُ السفر فورًا إلى محطّة الخليل. وصلت المحطة قرابة السّاعة 17:00. عن وصولي إلى المحطة كان الشرطي على دراية بما حدث. أدخلني الشرطيّ إلى الغرفة ودوّن إفادتي. وحقّق معي بخصوص ما حدث. وقد امتدّ التحقيق قرابة ساعة ونصف السّاعة. وعند انتهاء التحقيق خرجتُ مع الشرطيّ إلى السّاحة، فالتقط الشرطيّ صورًا للسيارة من داخل ساحة الشرطة.
أريد أن أخبركم بأنّه عند دخولي إلى الشرطة لتقديم الشكوى، كان جنديّ يقف عند الباب ويوجّه إليّ سلاحه طيلة الوقت، الأمر الذي أثار خوفي. كنت خائفًا جدًا من أن يؤدّي أي حركة غير صحيحة إلى أن يقتلني. لذلك عندما أنهى المحقق التحقيق طلبتُ منه مرافقتي إلى البوابة لأنّني كنتُ خائفًا جدًّا من الجنديّ، ورافقنا بالفعل. كلّفني تصليح الزجاج 450 ش.ج. سألتُ الشرطيّ عمَّن سيعيد إليّ النقود التي صرفتها على إصلاح الأضرار، فقال الشرطيّ إنّ على تأمين سيّارتي أن يفعل ذلك.