
أنا من سكّان جماعين وأُدرّس الرياضيّات في مدرسة قرية جالود منذ سنتيْن. تقع المدرسة بجواز البؤرتيْن الاستيطانيّتيْن أَحْياه وكيداه. أنا أصل المدرسة بشكل عامّ الساعة السابعة والنصف صباحًا بسيّارة سكودا التي أملكها. أنا أركن السيّارة في المصفّ الموجود داخل ساحة المدرسة.
في يوم الأربعاء، 9.10.2013، وقرابة السّاعة 11:30، كنتُ في منتصف الدرس في أحد الصّفوف. فجأةً سمعتُ أصوات صراخ وضجّة وبعدها ضربة قويّة على باب الصفّ. خرجتُ ورأيتُ حجرًا كبيرًا بجانب الباب. كانت المعلمات يصرخنَ بأنّ المستوطنين يعتدون على المدرسة. عندما خرجتُ رأيتُ نحو 15 مستوطنًا، كلّهم ملثّمون، خارجَ ساحة المدرسة، يُلقون وابلًا من الحجارة إلى داخل السّاحة وعلى مبنى المدرسة. وطيلة عشر دقائق كان إلقاء الحجارة كثيفًا ومصحوبًا بالصّراخ والشتائم بالعبريّة. بعدها عاد المستوطنون أدراجهم صوب بؤرة أحياه وهم يسكبون ما بدا أنّه موادّ مشتعلة. وبدأ حريق بالاشتعال لينتشر فورًا في الأراضي المُحيطة بالمدرسة. كان حريقًا كبيرًا.
توجّهنا إلى الخارج لتفحّص الأضرار ورأيتُ خمس سيّارات –من بينها سيّارتي- قد تضرّرت بالحجارة. وفي سيّارتي تكسّر الزجاج الأماميّ والخلفيّ، وكُسر مقبض الباب الخلفيّ ووقعت أضرار أخرى في بدن السيّارة.
وما أنقذ شبابيك المدرسة هو الشبكات الحديديّة المُركّبة عليها.
اتّصل مدير المدرسة فورًا بوزارة المعارف الفلسطينيّة، وهؤلاء اتّصلوا بمديريّة الارتباط الفلسطينيّة التي اتّصلت بدورها بمديريّة الارتباط الإسرائيليّة.
في هذه الأثناء، وبعد نحو خمس دقائق على الحادثة، حضرت سيّارة تندر بيضاء تخصّ مُركّز أمن المستوطنة. قال الشخص إنّه مسؤول عن الأمن. كان يرتدي ملابس مدنيّة ويحمل السّلاح. دخل المدرسة وسأل “ماذا حدث؟”. أخبرناه بأنّ المستوطنين ألحقوا الأضرار هنا. ثم غادر قبل أن يصل الجيش.
حضر الجيش بعد نحو ربع ساعة، ومعه الشرطة. التقطوا الصور للأضرار وسجّلوا الإفادات. لم نحصل منهم على أيّ مستند. في الغداة توجّهتُ إلى الشرطة الفلسطينيّة في نابلس وقدّمت شكوى هناك.
في اليوم نفسه أدخلتُ السيّارة للتصليح وكلّفني ذلك 1,500 ش.ج.

أنا من سكّان قرية قبلان وأعمل سكرتيرًا للمدرسة في قرية جالود منذ 3 سنوات. هذه مدرسة ثانويّة تقع في مركز القرية. توجد حول المدرسة عدّة مستوطنات: شڤوت راحيل، والبؤرتان الاستيطانيّتان أحْياه وكيداه. أقرب البؤرتين هي أحياه الواقعة جنوب- شرق المدرسة.
في السّاعة 11:00 صباحًا من يوم الحادثة، 9.10.2013، كنتُ في المكتب بالمدرسة. فجأة سمعتُ صراخ إحدى المُعلّمات. كانت تصرخ بأنّ المستوطنين يقتربون من المدرسة. خرجتُ ورأيتُ نحو 15 مستوطنًا موجودين خارج المدرسة، وكانوا جميعهم ملثّمين. رأيتهم يُلقون الحجارة صوب المدرسة. اتّصلت فورًا بوزارة المعارف الفلسطينيّة. كانوا يلقون أعدادًا كبيرة من الحجارة.
أمرتُ بمُكبّر الصوت بعدم الخروج من الصفوف. استمرّ وابل الحجارة نحو 10 دقائق، ما أدّى إلى فزع كبير بين الطلاب والطالبات. وقد كان المعلّمون والمعلّمات في حالة ذهول وضائقة أيضًا.
رأيت نحو ستة أو سبعة مستوطنين يدخلون إلى ساحة المدرسة. بدأوا بإلقاء الحجارة على السيّارات المركونة في ساحة المصفّ. خفتُ من دخولهم إلى الصّفوف. وقد حاولوا الدخول إلى أحد الصفوف إلّا أنّ الباب كان موصدًا من الداخل. تنقّلوا من سيّارة إلى أخرى وألحقوا بها الأضرار بحجارة كبيرة.
بعد فترة من الزمن خرجوا وبدأوا بالرّكض صوب بؤرة أحياه الاستيطانيّة. فجأةً رأيتُ لهيبًا يتصاعد من الجهة التي هرب إليها المستوطنون. وقد انتشرت النيران وأحرقت عددًا كبيرًا من الأشجار والأراضي. وبدأت النار بالصعود إلى الأشجار الموجودة في المدرسة.
حضر المُركّز الأمنيّ ودخل المدرسة وغادرها بعد عدّة دقائق. وفي خلال ساعة حضرت المطافئ.
سادت القريةَ كلّها حالةٌ من الهلع الكبير. حضر الأهالي وصرخوا أين الأولاد. وحتى اليوم يعاني الجميع حالة نفسانيّة متدنيّة، والجميع يخاف تكرارَ هذه الأفعال.
بعد نحو ساعة على الحادثة حضرت 5-6 سيّارات جيݒ عسكريّة. وأمر الجيش بعدم تحريك السيّارات إلى حين حضور الشرطة. ولم تحضر الشرطة إلّا السّاعة الرابعة بعد الظهر.
بعد مغادرة المستوطنين رأيتُ أنّ الأضرار لحقت بخمس سيّارات ومن بينها سيارتي من فئة ﭼولف 2005.
كُسّر في سيّارتي كلّ الزجاج ومعها السقف والصندوق الخلفيّ والجهة الأماميّة اليسرى- كلّها أصيب بحجارة كبيرة. وقد كلّفني التصليح الأوّل 5,000 ش.ج. ولم أدهن السيّارة بعد.