
تقع أراضيّ جنوب-شرق قرية قريوت، على سهلٍ بين تلّتيْن، أقيمت فوق إحداهما مستوطنة شـﭭوت راحيل، وفوق الثانية موقع عسكريّ. لا يمكنني دخول أراضيّ إلّا بإذنٍ من الجيش. الطريق إلى الأراضي مُغلقة أمام المركبات، وللوصول إليها، عليّ السير مسافة كيلومتريْن على الأقدام فوق أرضٍ صخريّة. تستغرق الطريق 23 دقيقة. يمكن الوصول إلى الأراضي عبر مستوطنة شـﭭوت راحيل أيضًا، ولكن يحظر عليّ الدخول إلى المستوطنة لأنّني فلسطينيّ.
أقوم كلّ بضعة أيام بمراقبة أراضيّ من بعيد بواسطة مِنظار. في يوم السبت 16.6.2007، بعد الساعة الثامنة مساءً، مع حلول الظلام، وقفت مع أبنائي بجوار مبنى المجلس المحليّ، الواقع في أعلى نقطة في القرية، ونظرنا باتجاه أراضينا. رأينا أضواء وامضة في منطقة الأراضي. لم يزعجنا الأمر لأنّ اليوم كان يومَ سبت، واليهود لا يعملون يوم السبت، ولأنّنا نرى أحيانًا أضواءً في المنطقة.
في اليوم التالي، يوم الأحد 17 حزيران، في الساعة 13:00، بعد أداء الصلاة في المسجد، نظرت بمنظاري باتجاه قطعة الأرض ورأيت جرارًا أصفرَ، وسيّارة جيݒ عسكريّة، وسيارة جيݒ مدنيّة وبضعة أشخاص. اقتلع الجرّار شجرة زيتون من جذورها ووضعها جانبًا، ومن ثم انتقل لأشجار أخرى- اقتلعها ووضعها جانبًا.
اتصلت بضابطٍ من مديرية التنسيق والارتباط وأخبرته بما يحدث. قال لي: “اذهب إلى أرضك، وسأستدعي أنا الشرطة”. بعد حوالي ساعتين، وصلتُ إلى الأرض، وحضر أيضًا شرطيّان- ثلاثة، أعتقد أنّهم كانوا ضبّاطًا.
عندما وصلنا لم نجد الجرّار وسيّارة الجيݒ والأشخاص والأشجار. أعتقد أنّهم حمّلوا الأشجار على شاحنة. كانت هناك 300 شجرة زيتون بلغ عمرها 40 عامًا، ومن بينها أشجار مشمش ولوز. صوّر رجال الشرطة المنطقة بأكملها. لم يتبقَ شيء سوى حُفٍر في الأرض. بقيت هناك لبعض الوقت مع رجال الشرطة، ومن ثم اصطحبوني إلى شرطة بنيامين لتقديم شكوى.
قدّمنا الشكوى قرابة الساعة 18:00. انتظرت خارج المبنى إلى ما بعد منتصف الليل، وبالكاد قدّموا لي ماءً للشرب. دخلت لتقديم الشكوى والإدلاء بشهادتي، واستغرق ذلك نصف ساعة تقريبًا، ومن ثم قالوا لي “يمكنك العودة إلى المنزل الآن”. قلت للمحقّق: “لن أتحرّك من هنا حتى تُقلّوني”. أقلّتني سيارة على شارع 60، حتى منعطف مستوطنة شيلو. من هناك، تابعت طريقي نحو المنزل مشيًا على الأقدام، واستغرقت الطريق 50 دقيقة. وصلت المنزل في الساعة 02:00 فجرًا. كانت عائلتي قلقة جدًا، مع أنّني اتصلت بهم هاتفيًا، إلّا أنّهم ظلّوا قلقين.
في يوم الأربعاء 27.6.2007، اتصل بي ضابط من مديرية الارتباط وحدّد موعدًا للقائي في أرضي في الساعة 12:00. أخبرني بأنّ المستوطنين سيعيدون 140 شجرة وسيعاودون غرسها في الأرض. اقترح إعادة شتلات صغيرة بدلًا من الأشجار التي تكسّرت أثناء الاقتلاع. أخبرته بأنّني مستعدّ لتلقي شتلات لا يقلّ عمرها عن 5 سنوات.