
تسكن عائلتي في قرية تِلّ. تقع أراضي العائلة، ومساحتها 30 دونمًا، على الطريق الالتفافيّة التي تربط بين قرى تِلّ وفرعتا وجيت وإماتين، على بعد 500 متر جنوبيّ البؤرة الاستيطانيّة حـَﭭات ﭼلعاد.
في يوم الثلاثاء، 16.10.2007، في الساعة 07:00 صباحًا، وصلنا إلى أراضينا لقطف الزيتون. كنّا أربعة رجال وستّ نساء وأربعة-خمسة أطفال، جميعنا من عائلة واحدة، أشقّاء وأبناء أعمام. بعد ساعتين، قرابة الساعة 09:00، وبينما كنت فوق إحدى شجرات الزيتون، ألقي تجاهنا وابلٌ من الحجارة. رأيت 6 مستوطنين قادمين من اتّجاه حـَﭭات ﭼلعاد، اعتمر جميعهم قلنسوات (كيݒا)، ووضعوا الشراريب (تسيتسيوت). كان الجميع ملتحين، وفي الثلاثينات من العمر. وقفوا فوق تلة صغيرة على بعد عشرين مترًا من مكان وجودنا. لم أميّز ملامحهم بسبب البُعد، ولم ألحظ ما إذا كانوا مسلّحين أم لا.
اقترب أحد المستوطنين من ابن عمي، “م”، البالغ من العمر 64 عامًا، وقال له “انصرف من هنا وإلّا ستموت”. استمرّ الآخرون في إلقاء الحجارة. نزلت عن الشجرة، ولكنني تابعت القطف وأنا أقف على الأرض، مديرًا ظهري لرماة الحجارة. شعرت فجأة بضربة في رأسي، وفقدت الوعي. عندما أفقت رأيت “ز.س.”، الناشط الميدانيّ لمنظّمة حاخامات من أجل حقوق الإنسان، منحنيًّا فوقي. لم أعرف كم من الوقت مضى على إغمائي. سكب عليّ “ز.س.” وشقيقي “م.ع.” الماء. بعد أن استعدت قوتي قليلًا، سرت برفقة “ز.س.” باتجاه سيارته، بينما كان الجرح في رأسي ينزف دمًا. عندما وصلنا إلى السيارة، رأيت المستوطنين يستقلّون سيارتهم ويغادرون باتجاه المستوطنة. لا يمكنني وصف سيارتهم.
حَضَرت عندئذ ثلاث سيارات جيݒ إسرائيليّة، اثنتان تابعتان لحرس الحدود وواحدة للشرطة. جلس في سيارة الشرطة سائق وضابط. حضرت في الوقت نفسه سيارة إسعاف من قلقيلية، ضمّد المسعفون الجرحَ، وكان هناك صحافيّ إسرائيليّ قام بتصويري وأخذ شهادتي.
سألني الضابط عمّا حدث وأعادني إلى المكان الذي تواجدت فيه عندما أصبت، للتحقّق من الموقع ومن تسلسل الأحداث. ومن ثم حضرت سيارة إسعاف من نابلس، أقلّتني إلى مستشفى رفيديا في نابلس. قطّبوا الجرح ومكثت في المستشفى لثلاثة أيام.
علمتُ لاحقًا بأنّ شخصًا من فرعتا الذي مرّ من المكان ورأى ما حدث استدعى “ز.س.” من منظّمة الحاخامات، الذي قام بدوره باستدعاء سيارة الإسعاف والصحافة والشرطة.