

أنا من سكّان المُغَيِّر وأملك أراضيَ زراعيّة كثيرة في منطقة اسمها أبو لمواس. قطع الأرض التي أملكها في منطقة الحادثة تقع في الجزء الشماليّ- الغربيّ للقرية على مسافة نحو كيلومتريْن منها، أي نحو 300 متر شرقيّ بؤرة عدي-عاد الاستيطانيّة. تبلغ مساحة هذه القطع خمسة دونمات وزرعتُ فيها 64 شجرة زيتون، وأنا أملك قطع أراض كثيرة غير هذه. وعلى ما أذكر فإنّني غرستُ هذه الأشجار في قطعة الأرض موضوع الحديث عام 1991، قبل إقامة البؤرة الاستيطانيّة.
في عام 2001 أقيمت بؤرة عدي-عاد على أراضي أ.ل. من قرية جالود. سيطر المستوطنون على أراضيه وأقاموا عليها البؤرة الاستيطانيّة. ومنذ إقامة هذه البؤرة بدأت المشاكل وهناك الكثير من الشكاوى التي قدّمناها وملفّات قيد العلاج لدى ييش دين. جرت في الماضي محاولات كثيرة من المستوطنين للسيطرة على أراضٍ تابعة لي ولأخي، ر.ن. لكلّ واحد منّا خمسة دونمات في هذه المنطقة غرسناها بأشجار الزيتون. قطعتي هي الأعلى والأقرب للمستوطنة وقطعة أخي في أسفلها، وبينهما مدّ المستوطنون أنابيب ريّ وزرعوا أغراس زيتون خاصّة بهم. وتوجد الآن بين قطعتي الأرض سلسلة من أغراس الزيتون تابعة للمستوطنين. وقد جرت هذه العمليّة عام 2005. قدّمنا شكوى على تجاوز الحدود بوساطة ييش دين وفي أعقابها أجريت يوم 13.11.2005 جولة ميدانيّة مع ضابط من مديريّة الارتباط الإسرائيليّة. وبعدها تلقّينا رسالة من المستشار القضائيّ للجيش في الضفة الغربيّة تفيد بأنّ هذه الأراضي خاصّة وهي بملكيتنا، ويُحظر على المستوطنين الوصول إليها. ومن وقتها ونحن نحرث أراضينا بالتنسيق مع الارتباط.
في يوم 24.2.2010 تلقيتُ اتصالًا من ابن أخي، أ.ن. ويعمل أ.ن. مديرًا لعمل أخي وهو موجود في الميدان يوميًا. قال لي إنّ تراكتور أخضرَ تابع للمستوطنين يقوم بالحرث في قطعة الأرض التابعة لي، العُليا. أبلغتُ رئيس المجلس فورًا وهو عضو أيضًا في مديريّة الارتباط الفلسطينيّة. اتّصل رئيس المجلس بالارتباط الإسرائيليّ وأخبرهم هم أيضًا بما يحدث، وقال إنّ أ.ن. شاهد على الحادثة. وقد أعطيته رقم هاتف أ.ن.
اتّصل “س”، وهو ضابط في الارتباط الإسرائيليّ، بـ “أ.ن.” وقال له إنّه في الميدان وطلب منه الحضور إلى قطعة الأرض. توجّهنا أنا و”أ.ن.” إلى الأرض بسيّارتي. في الساعة 16:30 وصلنا إلى قطعة الأرض وكان “س” ضابط الارتباط هناك. رأينا تراكتور المستوطنين عالقًا في قطعة الأرض. حضر مستوطنان بسيّارة زرقاء إلى جانب التراكتور. اقترب الضابط منهم وتحدّث معهم. لم أسمع حديثهم. بعدها حضرت سيّارة جيݒ عسكريّة وفيها أربعة جنود كان أحدهم يتحدّث العربيّة وسألوا عمّا نفعله في أرضنا. قلنا إنّنا في أرضنا وإنّ ضابط الارتباط الإسرائيليّ يتحدّث مع المستوطنين الذين يحرثون في أرضنا. ذهب الجنود باتّجاه المستوطنين.
حلّ الظلام وتركنا المكان. ظلّ الضابط “س” في الموقع ونجح المستوطنون بتصليح التراكتور وإخراجه من المكان قبل وصول الشرطة. لذلك لم ترَ الشرطة التراكتور في أرضنا، لكنّ الضابط قال إنّ علينا في كلّ الأحوال تقديم شكوى لدى الشرطة وإنه مستعدّ للإدلاء بشهادته بأنّ التراكتور كان في أرضنا.
في المساء نفسه توجّهتُ إلى شرطة بنيامين لتقديم شكوى، لكنّ الضابط قال لي إنّه لن يقبل الشكوى لعدم وجود مترجم وإنّ عليّ القدوم غدًا الساعة الثامنة صباحًا لتقديم شكوى.