
يقع مشتلي عند الدّخلة من شارع 60 إلى قرية السَّاوِيَة، في الجهة الشرقيّة تحت إحدى البؤر الاستيطانيّة التابعة لمستوطنة عيلي. تقع المشتلة على مسافة 20 مترًا من الشارع وعلى مسافة 200 متر هوائيّة من البؤرة الاستيطانيّة. زبائني من الفلسطينيّين والمستوطنين ومجرّد أشخاص يمرّون في الشّارع.
أسّستُ هذا المشتل قبل سنتيْن على أرض أستأجرها وهي مُصنّفة كمنطقة C. بعد ثلاثة شهور على تأسيس المشتل، أعلمتني الإدارة المدنيّة بأنّ عليّ الرحيل من هناك لأنّني لم أحصل على التراخيص اللازمة. توجّهتُ إلى “مركز القدس” وثمّة مُحامٍ يُمثّلني وهو يدير الاتصالات المتواصلة مع الإدارة المدنيّة.
في السّاعة 7:30 من صباح يوم الاثنين، 13.5.2013، اتّصل بي العامل في مشتلي وأخبرني بأنّ المستوطنين قاموا على ما يبدو بتخريب المشتل، وهناك الكثير من الأضرار. خرجتُ من بيتي في القرية فورًا وقدمتُ إلى المشتل. رأيت الدّمار الكبير وكتابات الـﭼرافيتي على الجرار الطينيّة التي جاء فيها “إڤيَتار انتقام”. ورشّوا على الجرّار أيضًا نجوم داوود.
وقد أتلفوا 250 شتلة زيتون وتين، و100 شتلة أزهار. ووجدنا أنّ الجدار في طرف المشتل قد قُصّ، ومنه دخل المستوطنون. وتُقدّر الخسائر بنحو 10,000 ش.ج.
وفيما كنتُ أتفحّص الأضرار حضر جاري “أ”، الذي يسكن على مسافة نحو 300 متر من المشتل، وقال لي إنّهم ثقبوا إطارات جرّاره، وكتبوا ﭼرافيتي على باب المخزن وعلى قبريْن مجاوريْن لبيته. وقال جار آخر اسمه “ش” إنّهم ثقبوا إطارات سيّارته الخاصّة. أنا أعتقد أنّ مجموعة واحدة من المستوطنين فعلت كلّ هذا.
وعلى الفور أعلمتُ رئيس المجلس بالحادثة وقام بدوره بإبلاغ مديريّة الارتباط الفلسطينيّة التي أخبرت مديريّة الارتباط الإسرائيليّة. وقرابة الساعة 16:30 حضرت أطقم من مديريّة الارتباط الإسرائيليّة والشرطة الإسرائيليّة وطاقم التحليل الجنائيّ والشاباك. سجّلوا إفادتي وسحبوا من الموقع بصمات أصابع والتقطوا صورًا للضرر والكتابات، عندي وفي القرية. بعدها سافرتُ معهم إلى شرطة أريئيل وقدّمت شكوًى رسميّة.
ومن وقتها لم أسمع شيئًا جديدًا وأنا بالانتظار.
أنا من سكّان السَّاوِيَة، وأسكن في الجهة الشرقيّة من شارع 60، على بُعد نحو كيلومتر ونصف الكيلومتر من جدار إحدى البؤر الاستيطانيّة التابعة لمستوطنة عيلي، والتي تستحوذ على كلّ سفوح الجبال المُطلّة على القرية. تبلغ المسافة من شارع 60 نحو 500 متر، وبيتي يُطلّ عليه من الأعلى.
في قطعة أرض صغيرة ومُعتنى بها بجانب بيتي قبور أبي وأمّي وأخي.
في السّاعة 5:30 صباحًا من يوم الثلاثاء، 13.5.2013، أيقظتني زوجتي وقالت لي إنّ إطارات جرارّنا والعربة المجرورة قد مُزّقت وثمة كتابات على القبور. زوجتي تستيقظ الأولى دائمًا وهي تخرج للعمل في الأرض بجانب البيت.
خرجتُ على الفور ورأيتُ دواليب الجرّار الأربعة مثقوبة، وكتابات قد رُشّت على مخزن البيت. لم نعرف في البداية ما كُتب هناك إلّا أنّ الجيران الذين يتقنون قراءة العبريّة قالوا إنّهم كتبوا “إڤيَتار انتقام”. وكُتب على قبر والدي “انتقام”، وعلى قبر أخي ” إڤيَتار”.
وقد ثُقبت أيضًا إطارات جرّار ابن أخي، وهو جاري، وكذلك إطارات العربة المجرورة، بالإضافة إلى إطارات سيّارة خاصّة من نوع ڤولكسڤاﭼن ݒولو تابعة لجارٍ آخر.
اتصلتُ على الفور برئيس مجلس القرية وأخبرته بالحادثة، وقال إنّه سيتّصل بمديريّة الارتباط الفلسطينيّة. بعد الظهر حضر ضبّاط من مديريّة الارتباط الإسرائيليّة وأفراد من الشرطة. سجّلوا إفادتي والتقطوا صورًا للأضرار والـﭼرافيتي. ورفع أفراد التحليل الجنائيّ بصمات الأصابع ووسموا الثقوب في الإطارات بوساطة أوراق لاصقة.
طلبوا منّي الحضور إلى شرطة أريئيل وتقديم شكوى. لذلك ركبنا أنا وصاحب المشتل وابن أخي سيّارة أجرة وسافرنا سويّة لتقديم شكوى. عند مفترق أريئيل أخذتنا سيّارة شرطة وأدخلتنا إلى أريئيل.
قدّمتُ شكوى أمام المحقّق. تعاملت الشرطة مع الحادثة في المشتل والأضرار التي لحقت بجرّاري والسيارة وكأنّها حادثة واحدة، وحصلت كلّ الشكاوى على رقم مشابه. لم يقدّم صاحب السيّارة الخاصّة شكوًى لأنّهم قالوا له في الشرطة إنّ لا حاجة لذلك فكلّ ما جرى كان حادثة واحدة.