
أنا أعمل نائبًا لمختار القرية، وضالع جدًّا في شؤونها. تقع كفر قدوم شماليّ شارع 55، وأقيمت على أراضيها مستوطنة كدوميم وبؤرة متسـﭘيه يشاي الاستيطانيّة.
في القرية 3,500 نسمة، وتحوي اليوم 1,300 دونم تشمل منازل القرية. كنّا نملك في السابق أراضيَ أكبر بكثير، إلّا أنّ بعضها أُخِذ لصالح المستوطنات وبعضها موجود في منطقة C ولا يمكننا الوصول إليها.
في يوم الجمعة، الساعة 1:30 ليلًا، وصل 6-7 مستوطنين مُسلّحين ومُلثّمين إلى مدخل القرية الشرقيّ، وكتبوا على البيوت “شـﭭوت عمي” و”انتقام”، ورسموا نجمة داوود وجملًا مسيئة أخرى. وواصلوا سيرهم إلى المقبرة وهناك كسّروا شواهدَ قبور وكتبوا “كهانا حيّ” و”بدريّة”، ورسموا نجمة داوود على القبور الأخرى.
اثنان من السكان يعيشون بجانب المقبرة ورُشّت على بيتيهما الكتابات المسيئة؛ وقد استيقظا وشاهدا المستوطنين، وعندما لاحظ المستوطنون أنّ هناك من ينظر إليهم هربوا باتجاه مستوطنة كدوميم. وفي صباح الغداة أعلمنا مديريّة الارتباط الفلسطينيّة التي أعلمت بدورها “الارتباط” الإسرائيليّ.
في السّاعة 11 صباحًا حضر الجيش والشرطة وبدأوا بفحص الكتابات وتطييب الخواطر الغاضبة في القرية. التقطوا الصّور وطلبوا منّا محو الكتابات. وبحسب طلب مديريّة الارتباط الفلسطينيّة جرى محو الكتابات. وقد سُجّلت إفادات صاحبيّ البيتيْن، وبحثت الشرطة عن أدلّة ولكنّها لم تجد.
أعتقد أنّ هذه الحادثة وقعت لأنّ أهل القرية، وبمساعدة من الصليب الأحمر، خرجوا لطلاء بيت بدرية {بيت بملكيّة فلسطينيّة خاصّة، حاول مستوطنون السيطرة عليه أكثرَ من مرّة} بالأبيض بدلًا من الأزرق الذي دهنه به المستوطنون قبل شهور عدّة، لأنّ من بين الكتابات التي رُشّت على القبور ورد اسم بدريّة.