
يقع منزلي عند الشارع الرئيس في قرية إماتين، وسيارتي –سيات كوردوفا- تقف بجانب البيت. في ليلة الحادثة يوم 14.1.2010، بين الأربعاء والخميس، وصلت إلى البيت قرابة السّاعة العاشرة. وكعادتي أوقفتُ السيارة على طرف الشّارع المحاذي لبيتي، وخلدت للنون نحو منتصف الليل.
في السّاعة 1:30 أيقظتني زوجتي وقالت لي: “مستوطنون أحرقوا السيّارة، قُم بسرعة”. وعندما سألتها كيف عرفت بذلك، قالت إنّها رأت سيّارة ستيشن بيضاء ذات لوحة صفراء. قمتُ وارتديت ملابسي بسرعة ونزلت الدرج باتجاه المخرج. رأيت عبر الشباك سيارتي الواقفة بجانب الشارع ورأيت نارًا قويّة في الجانب الأيمن الأماميّ من السيارة. أخذت غطاءً لمحاولة إخماد الدولاب المشتعل، لكنّ النار كانت قويّة. انتقلتُ بسرعة إلى الجانب الأيسر محاولًا إطفاء الدولاب الأيسر، لكنّ النار اندلعت ثانية ولم أنجح.
أنا أعتقد أنّهم سكبوا الوقود على الدولابيْن، ورأينا علامات وقود مسكوب بجانب السيّارة. انفجر الدولاب ووقعتُ إلى الخلف؛ دُفِعتُ بسبب عصفة الانفجار ووقعتُ على ظهري. وعندها رأيتُ أيضًا سيّارة المرسيدس التابعة لجاري وهي تحترق، والتراكتور الذي يملكه أيضًا وسيارة ميتسوبيشي لجار آخر. بدأت بالصراخ لإيقاظ الجيران كي يأتوا ويساعدوا في إخماد الحرائق، وبدأوا بالحضور. ويبدو أنّ الانفجار وصراخي أيقظ الجيران، ووصل سبعة منهم. نجحنا في إخماد الحريق بواسطة الأغطية والمياه قرابة الساعة الثانية بعد منتصف الليل.
عندها وصلت من داخل القرية سيّارتا جيݒ عسكريّتان، إحداهما هامِر والثانية جيݒ، وبداخله كل واحدة عدد من الجنود. كانوا في دوريّة روتينيّة في القرية، ويحدث كثيرًا لدينا أن يُجري الجيش دوريّات ليليّة.
تكلّمتُ إلى الجنود بالعبريّة وقلتُ لهم: “أنتم تعرفون أكثر منّي ما الذي حصل هنا”، وردّوا عليّ: “نحن لا نعرف”، وواصلتُ: “مستوطنون من حـَﭭات ﭼلعاد ينزلون إلينا”. قال الجنديّ: “سأصعد باتجاه حـَﭭات ﭼلعاد لفحص الأمر”، وبدأ بالصعود. فكّرت بيني وبين نفسي- وما الذي سيفعله الجنديّ في حال عثر على مستوطن هناك؟ لن يفعل شيئًا. ولو كان عربيًّا لكان زُجّ بالسجن فورًا.
تضرّرت سيّارتي، واحترق المُحرّك والدولابان والمقدّمة، وبلغ تقدير الأضرار نحو 12,000 ش.ج.
عاد الجنود من حـَﭭات ﭼلعاد، ونزل ضابط وطلب بطاقة هويّتي ورقم الهاتف وتفاصيل صاحب التراكتور والسيّارة الثانية. طلبتُ من الجنديّ ألّا يغادر قبل وصول الشرطة، لكنّه ادّعى أنّه أنهى عمله واتصل بالشرطة الإسرائيليّة ثم انصرف.
في الرابعة صباحًا حضر أفراد مديريّة الارتباط الإسرائيليّ بسيّارة جيݒ بيضاء وصوّروا السيارات المحروقة. سألوا عن هُوية الذين أضرموا فيها النار وقلت لهم إنهم مستوطنون من حـَﭭات ﭼلعاد. أخذوا رقم هاتف الضحايا وطلبوا منّا الحضور إلى شرطة أريئيل. في الغداة، يوم الخميس، حضرت الشرطة إلى القرية الساعة 12، وبلغ عدد الشرطيّين والجنود نحو عشرة أشخاص. التقطوا الصور وسجّلوا إفاداتنا ودوّنوها بخطّ اليد. بعدها ذهبتُ معهم بسيّارة صديق إلى شرطة كدوميم، وهناك أدلينا بإفاداتنا أمام شرطيّ يتحدّث العربيّة. طلبوا منّا أيضًا حضور شهود العيان الذين شاهدوا سيّارة السوبارو البيضاء التابعة للمستوطنين.
في 18 كانون الثاني توجّهت مع شاهديْن إلى مديريّة الارتباط في قلقيلية وسجّلوا إفادتيّ الشاهدين اللذين شاهدا سيارة المستوطنين.
يقع بيتي على شارع القرية الرئيسيّ في الجهة الغربيّة، على مسافة نحو 20 مترًا من بيت صاحب سيّارة السيات التي أحرقت هي أيضًا في تلك الليلة. لديّ سيّارة مرسيديس خصوصيّة لونها فضيّ وسنة إنتاجها 1987. تقف السيّارة بجانب بيتي تمامًا، وكذلك التراكتور الزراعيّ الذي أملكه ونوعه فيات 1977.
كنتُ نائمًا في البيت، وأيقظتني صيحات الجار. نظرتُ عبر الشّباك المُطلّ على الشارع ومعي زوجتي، ورأيتُ سيّارتي تحترق ومعها جزء من التراكتور، وسيّارة جاري أيضًا.
نزلتُ مع أبي لإطفاء السيّارتيْن بالماء. كان عدد من الناس موجودين في الشارع، وهم الجيران الذين نزلوا للمساعدة في الإطفاء. سيطرنا على النيران. ويبدوا أنّهم سكبوا الوقود على الزجاج الأماميّ وعلى غطاء المُحرّك. طالت النار الغطاء وجناحيّ السيّارة، واحترقت البطاريّة والأسلاك الكهربائيّة.
قُدّرت الأضرار بنحو 10,000 ش.ج. في حال استخدمنا قطع غيار مستعملة. لم تلحق بالتراكتور أضرار جسيمة باستثناء الكرسيّ الذي احترق. ومن حوله تناثر الكثير من الوقود المسكوب ويبدو أنّهم لم ينجحوا في إشعاله قبل هروبهم.
حضر الجنود إلى المكان وطرحوا الأسئلة، وطلبوا بطاقات الهويّة وطلبوا منّا انتظار الشرطة. الشرطيّون الذين حضروا يوم الخميس التقطوا الصور وسجّلوا إفاداتنا.
في يوم الخميس، 14 كانون الثاني، توجّهتُ إلى كدوميم لتقديم شكوى. كان هناك شخص يتحدّث العربيّة في محطّة الشرطة.
في يوم الاثنين التالي توجّهتُ إلى قلقيلية لتقديم إفادتي في مكتب الارتباط.
يفع بيتي تمامًا على الشارع عند مدخل إماتين، من ضمن البيوت الأولى في القرية. في العموم أنا أركن سيارتي بجانب البيت على حافة الشارع كلّ مساء. سيّارتي من نوع ميتسوبيشي رماديّة إنتاج سنة 1992. في ليلة الأربعاء خلدتُ للنوم كالمعتاد، نحو السّاعة 22:00. ونحو السّاعة 2:00 ليلًا، دقّ ابن عمّي على بابي وأيقظني. صاح بأنّ المستوطنين أحرقوا سيّارتي وطلب منّي مفتاح السيّارة. خرجنا نحن الاثنين مع المفاتيح وبدأنا بسكب الماء على النار. كانت النار ما زالت مشتعلة رغم أنّ الجيران كانوا من حول السيّارة يسكبون الماء عليها. كان نحو خمسة أو ستّة جيران بجانب السيّارة، ووصل كثيرون آخرون بعدهم من بينهم رئيس المجلس، ونجحنا في إخماد النار.
الأضرار التي لحقت بالسيّارة: كلّ الجهاز الكهربائيّ، وغطاء المحرّك والزجاج وجزء من بدن السيّارة. المسّاحات والجناح الأيمن. أقدّر الأضرار بنحو 2,000 شيكل. أخذت جزءًا فقط من الأجواء للتصليح كي يكون بوسعي التحرّك. وسرت شائعة في القرية بأنّ سيّارة سوبارو ستيشن بيضاء بلوحة أرقام صفراء مرّت بسرعة الساعة 1:30 ليلًا في شوارع القرية. ويُشتبه في إلقاء زجاجات حارقة منها وهي سائرة على السيّارات وعلى التراكتور. ولكنّني لم أرَ ذلك، بل سمعتُ عنه فقط. في السّاعة 11:00 صباحًا حضرت الشرطة لالتقاط الصّور: شرطيّ وسائق وشرطيّة. التقطوا الصّور وسجّلوا إفادتي. وحضر أيضًا ضابط من الارتباط وبعض الجنود.
أنا أسكن عند مدخل القرية الرئيسيّ، على مسافة قريبة من شارع 55. بيتي من البيوت الأولى على شارع القرية الرئيسيّ، على الجانب الأيسر في الشارع الصاعد إلى القرية. أنا عاطل عن العمل ولذلك أُكثِر من النوم خلال النهار وأخلد للنوم في ساعات متأخرة من الليل.
في ليلة الأربعاء تلك، الساعة 1:10 تمامًا سمعت ضجّة سيّارة عالية. وإلى جانب بيتي على الشارع بالضبط توجد مطبّ عالٍ لتخفيف السرعة ولذلك حين تمرّ سيّارة مسرعة عنه تصدر ضجّة شبيهة بصوت الارتطام. توجّهتُ إلى الشباك للنظر إلى الخارج، حيث بإمكاني رؤية الشارع الرئيسيّ من هناك لأنّه يكون مُضاءً طيلة الليل. رأيتُ سيّارة من نوع سوبارو ستيشن بيضاء مع لوحة أرقام صفراء. سارت السيّارة صوب شارع 55 بسرعة عالية.
بعدها عدتُ إلى الصالون، وبعد نحو 15 دقيقة رنّ الهاتف وقال لي أخي الذي يسكن في وسط القرية إنّ المستوطنين أحرقوا سيّارات. ارتديت ملابسي وتوجّهت صوب مركز القرية ورأيت السيات والتراكتور والمرسيدس. انضممتُ إلى المطافئ. عندها حضر الجيش وافراد الارتباط. قلتُ لهم: “رأيتُ سيّارة إسرائيليّة”. في 18 كانون الثاني كنتُ في مكتب التنسيق والارتباط في قلقيلية للإدلاء بإفادتي.
قرار سلطات تطبيق القانون في نهاية التحقيق
تفحّص القسم القانونيّ في ييش دين ملفّ التحقيق ولم يجد فيه توثيقًا للفحوصات الجنائيّة التي جرت في موقع الحدث، ولم يجد أيّ إشارات إلى وجود أدلة غَرَضيّة من الموقع.