
نحن نعيش هنا منذ سنوات طويلة، على أراضي الطيبة، شرقيّ القرية وعلى بعد نحو كيلومتر غربيّ مستوطنة ريمونيم. نحن نعاني طيلة الوقت من تنكيل المستوطنين. قبل سنة سرقوا منّا عدّة خرفان. قدّمنا شكوى وأتت الشرطة وسجّلت الإفادات. نحن لا نعرف ما حلّ بالشكوى. وهي مجموعة المستوطنين ذاتها التي تتعرّض لنا وللخراف طيلة الوقت. إنّهم يتربّصون بنا في الوادي وهم ملثّمون ومعهم مسدّسات وقضبان حديديّة ركّبوا عليها السكاكين.
في الساعة 8:30 من صباح يوم الخميس الموافق 4.8.2016، كنّا أنا وأخي نرعى الخراف في الوادي، على بعد قرابة كيلومتر شرقيّ خيمتنا. كان قطيعنا يحوي 250-300 رأسَ ماشية. عندها شاهدنا خمسة مستوطنين ينزلون من سيّارة على الشارع الرئيسيّ –وهو شارع ألون بين مستوطنة ريمونيم والطيبة- ويواصلون السير على الأقدام. كانوا ملثّمين. وبالإضافة إلى هؤلاء الخمسة كان هناك عشرة آخرون قدِموا من الجبل من الجهة الشرقية، من صوب مستوطنة كوخاڤ هَشاحَر، وكانوا كلّهم ملثّمين أيضًا.
حاول ثلاثة من الخمسة سرقة الخراف وألقى اثنان منهم الحجارة علينا وعلى الخراف. بدأنا بالهرب غربًا صوب خيمتنا. وعندما أدركوا أنهم غير قادرين على سرقة الخِراف، بدأوا بطعنها. وقد نجحوا في طعن 13 خروفًا، مات منها ثلاثة جراء الطعن. وكانت مجموعة العشرة تنتظر الحصول على الماشية المسروقة. نحن نعرف المستوطنين ويُمكنّنا التعرّف إليهم. وتراوح أعمارهم بين 17-30 عامًا.
اتّصلنا بأفراد عائلتنا وكلّ الأقرباء والجيران وحضروا إلى الوادي. في هذه الأثناء بدأ المستوطنون بالهرب، إذ هربت مجموعة الخمسة الأولى صوب مجموعة العشرة الثانية التي كانت على الجبل. وقد أضرموا النار في الحقل وهم في طريقهم إلى الأعلى.
اتّصل أخي بمديريّة الارتباط الفلسطينيّة. وبالصدفة مرّت من الموقع سيّارة جيݒ عسكريّة، ورأى أفرادها النار ومجموعة المستوطنين. صعدت سيّارة الجيݒ الجبل ويبدو أنّهم اتّصلوا بالمطافئ والشرطة اللذين حضروا خلال ربع ساعة. في هذه الأثناء صعدنا مع المواشي المصابة إلى أرضنا. التقط الشرطيّون الصور للخراف وقالوا إنّهم لا يقدرون على النزول إلى الوادي لرؤية الخراف الميتة ويجب علينا إحضارها. رفضنا ذلك. وقام أحد الشرطييّن ويبدو أنّ قصّاص أثر باقتفاء الآثار. وسجّل الشرطيّون إفادتي أنا وأخي ووقّعنا عليهما.