

أنا أملك قطعة أرض مساحتها 32 دونمًا ونصف الدونم، وهي موجودة اليوم داخل مستوطنة ﭼانيه شومرون. اشتريتُ هذه الأرض عام 1964 أثناء الحكم الأردنيّ. اسم قطعة الأرض قطاين الجارة ولديّ أوراقها الثبوتيّة. كانت الأرض التي اشتريتها مزروعة بأشجار الزيتون العتيقة، وأنا غرستُ فيها أشجار زيتون أخرى وأشجار لوز وتين ورُمّان.
لهذا المكان تاريخ طويل من النزاعات مع مستوطني ﭼانيه شومرون ومداولات قضائيّة كثيرة منذ أيام ݒليا إلبيك. وفي الواقع نحن نتحدّث عن استيلاء زاحف على أراضي القرية. وفور بدء الاحتلال بدأت الإدارة المدنيّة بزرع الأشجار في الأراضي غير المستصلحة وبإقامة الأحراج.
بعد تشييد مستوطنة ﭼانيه شومرون عام 1982، طلبت الإدارة المدنيّة من سكّان القرية إبراز أوراق الملكية (الطابو)، والتي لم تكن بحيازتهم. أنا حصلت على هذه الأوراق عام 1987 بعد إجراء قضائيّ. في العام ذاته بدأ أيضًا شقّ شارع الوصول إلى مستوطنة ﭼانيه شومرون والذي يقطع قطعة الأرض التي أملكها على طولها.
أنا آتي إلى قطعة الأرض مرّتيْن في السّنة وبعد التنسيق مع مديريّة الارتباط فقط. أنا أعاني الاعتداءات والتّهديدات وتخريب المحاصيل من طرف مستوطني ﭼينوت شومرون.
بعد نحو شهر ونصف الشهر من محاولات الحصول على تصريح بالدخول إلى أرضي الموجودة في مستوطنة ﭼانيه شومرون، وافق ضابط الإدارة المدنيّة “ن” على دخولي إليها يوم 11.9.2013، وبعدها غيّر التاريخ إلى 15.9 السّاعة العاشرة صباحًا. رغبتُ بتفحّص وضع الأراضي ووضع الأشجار. في يوم 15.9.2013 توجّهتُ برفقة أبنائي ووصلنا بوابة المستوطنة السّاعة العاشرة والنصف.
انتظرنا نصف ساعة، وفي الحادية عشرة حضر الضابط “ن” وسألني عن الوقت الذي نحتاجه. قلتُ له ساعتيْن وقال إنّه لا يوجد ما يكفي من الجنود ولذلك يوافق على منحنا نصف ساعة. دخلنا وعندها رأيتُ 15 شجرة مقطوعة. وبناءً على وضعية الأشجار والزيتون، أدركتُ أنّ بعضها قُطع قبل أسبوع وبعضها قبل يوم أو يومين. وكانت أعمار الأشجار التي قُطعت بين 40-45 عامًا.
قاموا في البداية بنشر القليل بمنشار يدويّ وبعدها شدّوا وكسروا. وبسبب طريقة القطع هذه فإنّ تعافي الأشجار سيكون أكثر صعوبة وسيحتاج لوقت أطول، قد يصل عشرين عامًا. وقد ألقوا الأغصان التي كسروها على الأرض.
شاهد الضابط “ن” وصوّر كلّ شيء، ثمّ اتّصل بالشرطة. حضرت الشرطة الإسرائيليّة بعد نصف ساعة تقريبًا، وقالوا إنّ علينا تقديم شكوى لدى شرطة كدوميم. لم يكن الشرطيّ يتقن العربيّة. وقد التقط هو أيضًا الصور للأشجار المكسورة.
ذهبتُ مع ابني إلى كدوميم وقدّمتُ شكوًى.
قال الضابط “ن” إنّه سيُرسل الصور إلى الشرطة. قلتُ إنّ هذا واقع لا يُحتمل، وفي كلّ مرّة يحدث مثل هذا الشيء وفي النهاية لن يظلّ شيءٌ، وأنا أريد حلًّا. قال إنّه يدرك ذلك وإنّه يودّ أن يقترح على الضباط نصب كاميرات. إنّه يقول الأمر ذاته في كلّ مرة وفي النهاية لا يحصل شيء. وعندها قال لي إنّ علينا الحضور وتنظيف الأغصان لأنّه يخشى أن يأتوا ويُحرقوها. واتفقنا على أن آتي مع عامليْن لتنظيف الموقع يوم 16.9. وتأجّل الأمر في نهاية المطاف إلى 17.9.
في يوم 17.9.2013، ووفقًا لما اُتفق عليه مع الضابط “ن”، وصلتُ إلى بوابة المستوطنة مع ابني. كان علينا تنظيف الموقع من الأغصان التي قطعوها عن الأشجار. لم يحضر “ن” بل حضر جنود ورجل أمن تابع لمستوطنة ﭼينوت شومرون.
دخلنا الأرض ورأينا أنّهم قطعوا 18 شجرة أخرى، وهذه المرّة بمنشار كهربائيّ. أُصبتُ بصدمة كبيرة، وبدأت بالصّراخ. اتّصل الجنديّ فورًا بالضابط “ن” وأخبره بأنّهم قطعوا الشجر ثانية. حضرت الشّرطة الإسرائيليّة والتقطت الصّور وطلبوا منّا تقديم شكوى في كدوميم.
لم نقُمْ بأيّ عمل وذهبتُ إلى كدوميم مع ابني. انتظرنا نحو ساعتيْن عند البوابة، وفي تلك الأثناء حضرت سيّارة جيݒ وفيها ضابط رفيع في الإدارة المدنيّة يعرفني. قال لي إنّ “ن” طلب منه التوجّه لمعاينة ما حدث في الأرض. قال إنّه دخل (الأرض) ورأى منظرًا مريعًا. وقال لي إنّ لديه جلسة مع القائد العسكريّ في المنطقة وإنّه يجب التوصّل إلى حلّ حقيقيّ. وقال أيضًا إنّه استدعى قصّاصي الأثر والتحليل الجنائيّ. شعرتُ بأنّهم يتعاملون بجديّة أكبر مع الموضوع هذه المرّة.
في النهاية استقبلونا في الشرطة وقدّمنا شكوى إضافيّة.