
كنتُ في حصاد القمح بأرضنا شرقيّ يانون. في ساعات الظهيرة حضر ثمانية مستوطنين، بعضهم بأجيال 30-35 وبعضهم فتيان في أجيال 14-15، وبعضهم مسلّحون. طلبوا بطاقة الهُويّة من زوجي س.ب. توجّهتُ إلى الخيمة حيث نضع أغراضنا، وأخذتُ البطاقة. وعندها اتّضح أنّها بطاقتي أنا لا بطاقة زوجي. بدأ المستوطنون بالسخرية منّا وأرسلوا زوجي إلى البيت في عقربا كي يحضر بطاقته، وهي على مسيرة أكثر من ساعة سيرًا، أي قرابة ثلاث ساعات ذهابًا وإيابًا.
بقيتُ مع المستوطنين لأنّ بطاقتي كانت بحيازتهم. وعلى طول قرابة الساعة كانوا يسخرون ويضحكون ويتحدّثون بالعبريّة، وأنا لا أفهم اللغة العبريّة. طلبتُ منهم استعادة بطاقتي لكنّهم رفضوا، وبعد مرور نحو السّاعة ذهبوا باتجاه مستوطنة چيتيت. لكنّنا نعرف أنّهم من مستوطنة أيتمار لأنّنا سبق والتقيناهم عدّة مرّات في السّابق. في المدّة التي غاب فيها زوجي أثناء ذهابه إلى القرية وظللتُ وحدي، كنتُ أشعر بالخوف لأنّن بقيت من دون رجل وبجانبي ثمانية مستوطنين مُسلّحين. جلستُ على الأرض، وبعد قرابة ساعتيْن على ذهابهم عاد زوجي مع بطاقة هويّته لكنّ المستوطنين كانوا قد غادروا.
بعدها روى زوجي ما حدث أمام الشرطة الفلسطينيّة في عقربا، وقال الشرطيّون إنّ علينا التوجّه على نابلس للحصول على بطاقة هويّة جديدة. لم نذهب لأنّنا نعتني بالأغنام ولا وقتَ لدينا لذلك.
خرجت زوجتي س.ب. معي أثناء شهر أيّار من أجل الحفاظ على القطيع بجانب مصدر المياه، في موقع يبعد 2-3 كيلومترات شمال شرق القرية. وكان ذلك في ساعات الصباح.
في أثناء مكوثنا هناك حضر ثمانية مستوطنين من مستوطنة أيتمار على ما يبدو، وطلبوا منّي بطاقة هويّتي. قد يكونون اشتبهوا بأنّني من حماس لأنني لم أكن حليقًا وقتها وبذقن. قلت لهم إنّني أعمل بكدّ ولم أجد الوقت لحلق ذقني وبطاقة هويّتي في البيت. أخذوا بطاقة زوجتي وطلبوا منّي العودة إلى القرية وإحضار بطاقتها. ونحن نتحدّث هنا عن مسيرة ساعة سيرًا إلى القرية، حتى بالركوب على الحمار. خفت منهم لأنّ اثنيْن منهما كانا مُسلّحيْن.
بدأتُ بالسير صوب القرية وبقوْا هم هناك. كانت زوجتي خائفة جدًّا. وصلت إلى القرية وأخذت بطاقة هويّتي وعدتُ بعد نحو ثلاث ساعات. كانوا المستوطنون قد رحلوا وأخذوا بطاقة زوجتي. ومن وقتها لا تحمل زوجتي بطاقة هويّة. وهي مريضة وبحاجة إلى العناية الطبيّة في نابلس، لكن ليس بوسعها الآن الذهاب إلى هناك لأنّها لن تستطيع عبور الحاجز، وانا لا أملك المال اللازم لإصدار بطاقة هويّة جديدة، فتكلفة ذلك باهظة.