
أعيش في الخضر وعندي قطعة أرض مساحتها خمسة دونمات في عين قسيس على بعد نحو كيلومتريْن عن بيتي. ونحن نزرعها هذه القطعة بشجر الزيتون والعنب والتين.
الشكوى التي قدّمتُها قدّمتُها ضدّ ح.ش.، وهو مستوطن من بؤرة سديه بوعَز الاستيطانيّة التي أقيمت على بُعد نحو كيلومتريْن شمال مستوطنة ناﭭيه دانيئيل، والتي أقيمت هي الأخرى على أراضي الخضر. تبلغ المسافة بين أرضي وبين كرَﭭانات المستوطنة ح.ش. نحو 50 مترًا. وثمة طريق ترابيّة تفصل بين أرضي وبين الكرَﭭانات.
تدريجيًّا، سيطر ح.ش. وأصحابه على أراضي أبناء القرى المجاورة للبؤرة الاستيطانيّة. وقبل نحو ثلاث سنوات قدمتُ مع التراكتور الذي أملكه لفلاحة أرضي، إلّا أنّ الطريق كانت مسدودة بكومة من الأحجار والتراب وضعها المستوطن ح.ش. على بعد قرابة 50 مترًا من أرضي ونحو 200 متر من البؤرة، على الطريق التي كنّا ندرج على السير فيها من الخضر إلى الأراضي في عين قسيس.
عدتُ إلى بيتي لتدبّر الأمر، ومن هناك توجّهتُ إلى شرطة كفار عتصيون لتقديم شكوى ضدّ إغلاق الطريق. قدّمتُ الشكوى إلى الضابط الإسرائيليّ “أ” وحصلتُ على نسخة منها. وعدني الضابط بتقديم شكوى ضدّ ح.ش. أمام المحكمة. بعد عدّة أيّام عدتُ سيرًا على الأقدام ومعي أدوات العمل وبدأتُ باستصلاح الأرض. وكانت الكومة التي وضعها ح.ش. لسدّ الطريق ما تزال موجودة مع أسلاك شائكة.
يسكن ح.ش. على بعد قرابة 200 متر من أرضي، فحضر مع كلابه وهدّدني بسلاحه وطلب مني المغادرة، لأنّ قال إنّ كلّ هذه المنطقة بملكيّة اليهود. عدتُ إلى أرضي عدّة مرات محاولًا العمل فيها وكنتُ أُطرَد منها كلّ مرّة. انضمّ إلى ح.ش. جنود كانوا يمكثون في مبنى مجاور لحماية سكّان البؤرة الاستيطانيّة. ومنذ ثلاث سنوات يمنعني ح.ش. وحُرّاسه من استصلاح أرضي وزراعتها. وطيلة هذه الفترة لم يحصل أيّ تطوّر مع الشكوى التي قدّمتها: لم أسمع من الشرطة أو أيّ جهة أخرى مخوّلة شيئًا.
قبل نحو أربعة شهور قدّمتُ شكوى إضافيّة لدى شرطة كفار عتصيون أمام الضابط “أ” نفسه. وبعدها حين حاولتُ الوصول إلى الأرض، هدّدني ح.ش. بقتلي بالسّلاح إذا عدتُ إلى هناك ثانية.