
تملك عائلتي قرابة 100 دونم لا يمكن استصلاحها زراعيًّا بسبب قُربها من منطقة مستوطنة تݒُوّاح وبؤرة تݒُوّاح غرب. يقوم زوجي باستصلاح منطقة مساحتها نحو أربعة دونمات موجودة على مسافة نحو 500 متر من مركز القرية، وعلى بُعد نحو 200 متر من بؤرة تݒُوّاح غرب الاستيطانيّة. يبعد الموقع نحو 100 متر عن المناطق التي تستوجب تنسيقًا لغرض استصلاحها.
منذ مطلع سنوات الستين، يعتني زوجي وأخوته بقطعة الأرض التي تحوي 30 شجرة زيتون. استصلاح هذه الأرض صعب لأنّنا نعاني عنف المستوطنين المتواصل. فهم يحاولون طردنا من الأرض تحت تهديد السلاح وإلقاء الحجارة، ويقطعون ويحرقون الأشجار.
هناك أشخاص من بين سكّان القرية تقع أراضيهم في داخل المنطقة الأمنيّة الخاصّة التابعة للمستوطنة. وقد وضع المستوطنون كرڤانات على أراضي القرية بين الأشجار المُعمّرة الموجودة في داخل المنطقة الأمنيّة. ومنذ سنوات وهذه المسألة مطروحة أمام المحكمة العليا الإسرائيليّة {بمساعدة ييش دين}. وآنذاك أمرت المحكمة العليا السلطاتِ الإسرائيليّةَ بإزالة حاجز من الحجارة كان يعيق الوصول إلى المنطقة الأمنيّة عبر طريق زراعيّة. ومع اندلاع الانتفاضة الثانية أقام الإسرائيليّون في الموقع بوابة تحول دون الوصول إلى الأراضي بحُريّة.
في الساعة 7:00 صباحًا من يوم الخميس الموافق 9.10.2014 توجّهنا زوجي وأنا إلى قطعة الأرض لقطف الزيتون. العمل في هذه القطعة لا يستوجب إجراء تنسيق. بدأنا بقطف الأشجار وعملنا طيلة اليوم حتّى الساعة 16:00. عندما كنّا نهمّ بالمغادرة رأينا مستوطنيْن شابيْن يرتديان قميصيْن أبيضيْن وغير مُلثّميْن يصرخان علينا بالعبريّة، وأنا لا أتقن العبريّة. ومع الصراخ ألقيا علينا الحجارة. وبما أنّ حلول المساء كان وشيكًا، وكنّا ننوي الذهاب إلى البيت أصلًا، غادرنا الموقع.
في الغداة، يوم الجمعة، لم نخرج للعمل. وفي يوم السبت الموافق 11.10.2014 غادرنا البيت السّاعة 7:30 وقطفنا الزيتون حتى الساعة 10:00 من دون مضايقات. عندما بدأتُ بملء الأكياس بالزيتون فاجأني 7 مستوطنين اقتربوا حتى مسافة خمسة أمتار من الموقع الذي كنتُ أعمل فيه. كان جميعهم يرتدون الأبيض ومُلثّمين. كانوا يحملون بأيديهم قضبانًا حديديّة وحجارة. بدأتُ بالهرب صوب سيّارتنا. لم يكن زوجي قد رأى المستوطنين لحظتها لأنّه كان يدير ظهره إليّ. وكان واضحًا أنّ المستوطنين يرغبون بمفاجأتنا.
بدأ المستوطنون باللحاق بي وإلقاء الحجارة. عندما انتبه زوجي لما يحدث بدأ بالهرب صوب السيّارة التي كانت تركن على بعد نحو 25 مترًا. ركضتُ بين الأشواك والصخور وكنتُ أقع من مرة لأخرى وأقوم، وأتلقى الحجارة طيلة الوقت. كدنا أنا وزوجي أن نصل إلى السيّارة ولكنّنا لم ننجح بدخولها، إذ أمسكني المستوطنون. قام أحد المستوطنين الذي وصل إليّ بالاعتداء عليّ وضربني بالقضيب الذي معه على رجلي اليُسرى. أمّا باقي المستوطنين فبدأوا بإلقاء الكثير من الحجارة على سيّارتنا ونجحوا في كسر الزجاج الخلفيّ.
سمع الجيران في الحقول والأراضي المجاورة صراخَنا، وصراخ المستوطنين بالعبريّة، فهبّوا لنجدتنا. عندما رأى المستوطنون أنّهم آتون لمساعدتنا بدأوا بالهرب فنشأت مطاردة. وادّعى أحد الجيران أنّ أحد المستوطنين كان مُسلّحًا وأطلق الرّصاص في الهواء. أنا لم أرَ ذلك ولم أسمع صوت إطلاق الرّصاص.
في غضون 20 دقيقة حضر الجيش والشرطة وسيّارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر. تلقيتُ من المُسعف في سيّارة الإسعاف إسعافًا أوّليًّا وبعدها أخذوني إلى المركز الطبّيّ في سلفيت وهناك خضعت لفحوصات الدمّ وصوّروا رجلي. أشارت الصور إلى عدم وجود كسور، بل وقوع رضوض في جسمي كلّه. كانت رجلي منتفخة جدًّا وكنتُ أستصعب السيّر عليها. سجّلت الشرطة إفادتي في الموقع، لكنّهم لم يُعطوني أيّ مستند. والتقط المحقق الشرطيّ صورًا للسيّارة. نحن في وضعيّة يُشكّل فيها الوصول إلى أرضنا خطرًا على الحياة!
قرار سلطات تطبيق القانون في نهاية التحقيق
حُكم المتهم 1 بـ 12 شهر حبس وتفعيل حبس مع وقف التنفيذ من إدانة سابقة يقضيها بالتزامن مع هذا الملفّ. وحُكم على المتّهم 2 بخمسة شهور حبس.