

أنا أعيش في سوسيا منذ عام 1980، وقد عاش أبي هنا في السّابق. أنا أعمل سكرتيرًا لمدرسة سوسيا. لديّ أيضًا قطيع أغنام وأنا أملك 27 دونمًا من الأرض في سوسيا. بيتنا هو كراڤان هدمته الإدارة المدنيّة أربع مرّات. وقد أغلق الجيش أيضًا المدخل القائم من الشارع الرئيس إلى أرضي وأنا أضطرّ للمرور عبر أراضي جيراني.
كان أبي أوّل من اشتكى على مستوطنين سوسيا، حين قاموا سنة 1984 بسرقة حمار منه وكسروا يده. وقدّم الشكوى لدى شرطة الخليل.
في يوم السبت الأخير، 24.2.2018، كنتُ في أرضي أرمّم بيتي. فجأةً رأيتُ نحو 50 مستوطنًا من الفتيان والشباب، راوحت أعمارهم بين 16-24، بجانب الثكنة العسكريّة عند أعلى التلّة. اقتربوا من كراڤاني، وبدأوا وهم على بعد 30-40 مترًا بإلقاء الحجارة عليّ وعلى زوجتي وعلى ولدينا الصغيريْن. وقفنا في منتصف الأرض أثناء الحادثة كي لا يقتربوا أكثر من اللازم من بيوتنا.
صرخوا علينا بأن ننصرف. قالوا إنّ هذه ليست أرضنا ونحن ممنوعون من المكوث فيها. طلبوا منّا أن نُريهم مستندات الملكيّة. وفيما كانوا يواصلون إلقاء الحجارة علينا، نزل أحد الجنود من موقعه ووقف مع المستوطنين من دون أن يتدخّل أو يمنعهم.
عندها قال ابني البالغ 26 عامًا للجنديّ: “لماذا تنظر ولا تفعل شيئًا، اتّصل بالشرطة!”. اتّصل الجنديّ بواسطة الجهاز الذي معه، وعندما أنهى المحادثة أبعد المستوطنين ثانية باتجاه الثكنة العسكريّة.
تواصل إلقاء الحجارة والصراخ طيلة ثلاثة أرباع السّاعة تقريبًا. نحن لم نردّ عليهم كل لا يستدعوا الشرطة ويشتكونا. لم يُصب أحدٌ منّا جراء إلقاء الحجارة. لدينا صور يظهر فيها الجنديّ وهو مع المستوطنين، ويمكن التعرّف إلى بعضهم من خلال هذه الصور.
أنا أريد تقديم شكوى ضدّ المستوطنين كي لا يكرّروا فعلتهم. وأرغب أيضًا بأن يعيدوا فتح الطريق المتفرّعة عن الشارع الرئيس كي لا أضطرّ للمرور عبر أراضي جيراني. نحن لا ننام في الليل خوفًا من أذيّة المستوطنين.